الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد عرضه في "نيودلهي" بالهند: جمهور السينما في انتظار "الصفر"

نشر في  13 أكتوبر 2015  (16:27)

بشغف بالغ تنتظر الساحة الثقافية التونسية عرض الشريط الوثائقي الحدث "الصفر" الذي تردد صداه هذه الأيام في نيودلهي العاصمة الهندية.
الشريط من اخراح نضال شطا المعروف عنه التزامه وجرأته في مقاربة أعماله لقضايا عصره وربطها بارثها الفكري والحضاري بأسلوب فني راق. وفي تحد فريد من نوعه اختار أن يطلق أخر أعماله من "بوليود" ثاني أهم تجمع لصناعة السينما في العالم بعد هوليود، حيث تم هذه الأيام عرض شريطه "الصفر" في بادرة هي الأولى من نوعها بالنسبة إلى السينما التونسية ووسط احتفاء باهر من السينمائيين والإعلاميين الهنود. خاصة وان الهند تعتبر الحاضنة التاريخية لهذا الرقم السحري والأشهر على الإطلاق
كما تكمن جرأة المخرج وتحديه في اختيار الموضوع الذي يسبر أغوار رقم الصفر، ويفكك تعقيداته ورموزه الدينية والعلمية والفلسفية في رحلة شيقة عبر المكان والزمان بأسلوب مشوق يصطحب فيها الأب (هشام رستم) ابنه الصبي "الطلعة" لحظة حيرة وجودية في سن يخضع فيها كل شيء للمسائلة....بما في ذلك رقم "صفر" المدهش....أكثر الأرقام شهرة وغرابة وروعة.
ويحاول الأب أن يقدم أجوبة ترفع الحجاب "عن الصفر" بأسلوب مبسط وجميل وشيق يجمع بين استقراء الوثائق التاريخية وتحليل الخبراء المختصين واستنطاق الآثار وذاكرة الأمكنة التي كانت مسرحا لظهور الصفر وتطوره وارتداده وقوة دفعه.
ويسافر المخرج نضال شطا بالمشاهد عبر مختلف الحضارات في إنتاجها وتفاعلها مع هذا الرقم السحري... عبر الحضارات البابلية والإغريقية والهندية والعربية الإسلامية والغربية، والذي تطور من مجرد تسهيل للحساب بالدلالة على معنى اللا شيء وملء المنزلة الخالية لحفظ ترتيب المنازل، إلى تسخيره ليكون قلب التقنية والعلوم الحديثة وأساس ما بلغته الحضارة المادية اليوم.
وبين هذا وذاك يخوض الشريط في الأبعاد الميتافيزيقية "للصفر" في مراوحتها بين المبتدى والمنتهى وبين اللانهاية واللاشيء وبين الكل والعدم، وكيف أدى اكتشافه إلى زعزعة الثوابت والمسلمات الدينية والفلسفية والعلمية.
وحتى نرتقي إلى "الصفر" يستفز الشريط ملكة النقد ويغذي الحيرة المعرفية ويحثها على عدم الاستكانة للثوابت والمسلمات وإعمال الفكر والسؤال الدائم لفهم الوجود .....ولقصة "الصفر" تجربة تحتذى